حزب الدعوة بين الأنصار والأعداء

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
14/09/2007 06:00 AM
GMT



ولد حزب الدعوة الإسلامية في أحضان الجامعة العلمية في النجف الاشرف .. فقد أسسه وقاده ثلة من الفقهاء والعلماء والمفكرين الاسلامين وعلى رأسهم المرجع السيد محمد باقر الصدر

( رض ) وأعلى مقامه . بعد هذه المقدمة وقبل كل شي لابد من التوقف عند متبنيات الدعوة

أولا , وأساليبها في العمل ثانية كي تتضح الصورة .

فلقد تبنت هذه الحركة فكرة التغير الاجتماعي على أساس من كتاب الله وسنة نبيه محمد ( ص ) واستهدا بخط أهل البيت عليهم السلام ,وامتدادات فكرهم عبر الإيمان بقيادة المرجعية الرشيدة وأصالة فكرها ومشروعية العمل تحت لوائها .

نصف قرن تقريبا من العمل الجهادي والتربوي والفكري يعد تجربة رائعة في هذا المجال , لاسيما وأنها ابتدأت طريقها يوم كان الحزب الإسلامي الفلاني والتنظيم الكذائي و و و و غائبا عن تصورات الأمة , ويوم كان الإسلام حبيسا تقيده أغلال الدكتاتورية المطبقة عليها .

هذه التجربة (تجربة حزب الدعوة الاسلامية) لابد لها من مراجعة شاملة لتقييم كل حلقاتها وتقف طويلا تتأمل صفحاتها , وتتعرف على مناطق الصواب وتكتشف مناطق الخطأ , لتستخلص منها دروسا عملية في العمل التنظيمي الحزبي وبإبعاده المختلفة , مع الأخذ بنظر الاعتبار كل المتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية بشكل عام والعراقية بشكل خاص وما يرافقها من مستلزمات ملحة , فتحدد في النهاية الخطوات المكملة لمسيرة ابتدأها الشهيد الصدر الأول واستشهد في مشوارها خيرة أبناء العراق والأمة حتى وضعت نفسها في الموضع الطبيعي كيانا حاكما يجلس بين يدي السيد علي السيستاني مساندة للخطوات المباركة التي يعتدمها ويوصي بها الحكومة أو الدولة أو الاحزاب الاسلامية وغيرها

من هنا يجب عقد مؤتمرات للدعوة الاسلامية لتقييم وبشكل شامل للمسيرة التي اختطتها في المراحل السابقة وخاصة من تاريخ 9/4/2003 إلى تاريخ 1/7/2007 .. فتصحح ما ينبغي تصحيحه وتعمق الجوانب الايجابية وبذلك فإنها ومن خلال هذه المراجعة تضيف خطوطا تفصيلية جديدة إلى أرضيتها العامة في العمل الحكومي خاصة والتنظيمي بشكل عام , خاصة وان رؤوس هرم الحكم في بغداد ينتمون لهذه الحركة وهذه نقطة ايجابية وتوفيق يمكن استثماره لرسم خطوط أكثر أهمية للأمة وللشعب العراقي خاصة .

وبالرغم من كون هذه هي الصفة العامة لمؤتمرات حزب الدعوة والتي كنت أتابعها عن كثب طيلة سنين هجرتي خارج العراق والتي ناهزت الربع قرن , إلا أن انعقاد مؤتمر أو مؤتمرات في ظل العراق اليوم يكسب أهمية خاصة وذلك لخصوصيات تتعلق بالمرحلة التي تمر بها الأمة في العراق بشكل عام , وحزب الدعوة بشكل خاص . هذه الخصوصية الناشئة عن الموقع الطليعي لرجال الدعوة في جسم الحكومة ومناصبها الريادية والرفيعة وهذه الخصوصية دفعت نحو المواجهة كما هو ملاحظ من سير الإحداث في بغداد. وارى أن فصولا مهمة من المواجهة والتحدي سيشهدها العراق والعراقيين وخاصة الدعاة.

(( وأخيرا ))

من أكثر المظاهر السلبية التي سادت الأمة فقدانها الأمل في عودة الإسلام ثانية إلى مسرح الحياة , كنظام له حاكمتيه الكاملة في المجتمع , وعدم قناعتها بأية محاولة تنظيمية تسعى لتحقيق هذا الهدف ففكرة أكثر الأحزاب الإسلامية غائبة عن الأمة ولم تكن لتخطر على ذهن الكثيرين , لان أكثرهم أي ( الأحزاب الإسلامية ) أساسا لم يؤمنوا بالغاية منه , وان الواقع الذي مر به العراق استشعرت مرارته الثلة المؤمنة من بعض الأحزاب الإسلامية وتصورت ما يترتب عليه من نتائج خطيرة تهدد وجود الإسلام ومكانته في المجتمع .. ولا أخفيكم ولد هذا الشعور في نفوسنا كدافع لتغير الأمة وبنائها من جديد وإعادة الشخصية الإسلامية لها بعد أن سحقتها الأنانية وحب الدنيا والمال والكراسي والعجب والغرور والتكبر , وذلك من خلال أطروحة عملية تتكفل بهذه المهمة لاسيما وان العناية الإلهية قد منت على الأمة بواحد من أفذاذ التاريخ ونوادره وهو السيد الشهيد محمد باقر الصدر( رض ) والذي تبنى فكرة سير العمل الإسلامي ضمن أطار تنظيمي مؤسساتي يمارس دوره في تغير الأمة وبنائها , حيث تجسد قراره بتأسيس حزب الدعوة الإسلامية الذي صاغ برنامجه على أسس تنظيمية مستقاة من المنهج الإسلامي . وراح يترجمها على الواقع بتعبئة إسلامية شاملة تحطم قيود الأنانية والأسر المضروبة على معصمي النفس وتحسيسها بضخامة مسؤوليتها والدور الذي لابد أن تلعبه من اجل سعادة الإنسان والمجتمع .

فالسيد الشهيد الصدر ركز على...

أولا .. بناء الداعية فكرا وسلوكا ,بناء تربويا وروحيا , يسمو به فوق نزوات الذات وأهواء النفس .

ثانيا .. لقد أراده صورة تحكي الإيمان والتقوى في سكناتها وحركاتها .

نعم وصحيح أن الدعوة أثمرت نتائج رائعة توضحت مصاديقها العملية في ظروف المواجهة والمحنة , حيث ضرب الدعاة أروع أمثلة الصمود على المبدأ وسطروا أعظم ملاحم الثبات على العقيدة رغم التعذيب الذي تقنن به النظام السابق و وسائله اللا إنسانية , ولقد تقطعت أوصال من أجساد العديدين من أبناء الدعوة ولم يستجيبوا لمطلب الجلادين واثروا الموت على مخالفة مبادئهم فتساموا عن العالم السفلي ورفعوا في عليين في مقعد عند مليك مقتدر .

ولكن مقابل هؤلاء ودمائهم أن من المحسوبين على الدعوة أساءوا لهذا الخط ولهذا النهج ولهذه الدماء الزكية من خلال سلوكهم الفردي الغير مسؤول ومن خلال استخدامهم الدين للدنيا وهذا الداء الذي تحمله (( بعض)) النفوس المريضة - لاحظ - والتي تحمل الانتماء لهذا الحزب العريق زورا وتتحرك باسمه بهتانا داخل العراق وخارجه , وهي تتاجر بالشعارات والشهداء , صداقات حميمة مع دوائر الدولة من اجل مصالحها , بطاقات شرف للزبائن والخواص , تكريم مداحين , وإقصاء نقاد , تكالب على مصالح , وتهافت على حطام الدنيا , و وجبات ساخنة على متن الطائرات , وحضور لطميات وامسيات عبر القارات , كل هذه الممارسات والسلوكيات تمارس وتجرى أمام أنظار ومسمع أبناء شهداء الدعوة وعوائلهم .

كم غيور وطني يدعي ........... نصرة الشعب بسيف وفم

وإذا ما حققت أغراضه .......... وضع الأوطان تحت القدم

وبناء على هذه الحقيقة الموجودة في بعض النفوس المريضة والتي اعتبرها وليدة تاريخ حديث حيث تفننت في زج نفسها في هذه الحركة المعطاء من خلال التملق أو بواسطة القربة من داعية قديم ساعدها في النفوذ والانتماء من خلال تزكيتها وإدخال تاريخها المغيب عنا في تاريخ النضال السلبي ضد النظام المقبور . إذن لا بد من عملية غربلة وإفراز وتفكيك وتصفية وان ماتقدم يحتاج إلى دقة متناهية وان العملية تشبه حالة إخراج الشوك من كومة الصوف وذلك لكي لايظلم احد بجريرة غيره .. ومن اجل إيقاف النموذج الأنف الذكر عن غيه وصعوده على الأكتاف وأخذه حق غيره من دون وجه حق . يلزم ويوجب على قادة (حزب الدعوة الإسلامية ) وخاصة الأستاذ نوري المالكي باعتباره الأمين العام لحزب الدعوة أن يتخذوا موقفا حازما من المتلبسين بالدين والدعوة وان يكرموا شهداء الدعوة الإبرار خير تكريم .. وان حسن ظني بكم لكبير والعاقبة للمتقين .